لا تشارك العالم علمك فقط ، شاركهم تعلّمك!

download

التعلم، كمية الكتب المهولة التي كُتبت بهذا المجال من قبل دارسين ومتخصصين و أكاديميين سيجعل من كتابتي لهذا الموضوع ضرباً من تفنن الهواة ولكنها مدونتي و حيث أن هؤلاء الدارسين و المتخصصين و الأكاديميين لا يدفعون استضافتها الرخيصة فسأكمل بمقالي على أية حال، ليست أفضل مقدمة أعترف بذلك..

إحصائية خيالية تقول كمية المعرفة التي تُصب فوق الطالب الجامعي في الأسبوع الواحد لو اعتبرناها ماءا فإنها  تكفي لجعل من مدينة الرياض رياضاً حقيقية، هذا الكم الهائل يحتاج قوى عقلية لاكتسابه بالشكل الصحيح، و حين يتم استيعابها تبدو المعرفة حينها بديهية جداً و يبدأ هنا التصادم الحضاري بين الطالب الجامعي و المجتمع من حوله حين يكتشف أنهم لا يعرفون ما درسه هو للتو في فصل من فصول كتابه العظيم، هذه العملية تبدو هنا أحزن مما يجب ، لكن النقطة التي أود اثباتها أن عملية التعلم والاستيعاب هذه لا يجب بالضرورة أن تتم في عزلة.

أثناء دراستنا ، دائماً ما  تكون الحصة الأولى/المحاضرة الأولى/ المناقشة الأولى عبارة عن جلسة مصارحة عن الحل السحري و السر في كيفية دراسة المادة المعنية ، و الجواب الشافي/المعتاد هو بكثرة التمارين، سمعت هذه الإجابة بكل اللهجات، و دائماً ما كنت أتسائل، من أين لي كطالبة ثانوية-وقتها فقط كنت أتسائل- بتمارين؟ كنت محصورة بكتاب معين و لم تكن متاحة بسهولة فكرة استخدام مصادر أخرى- إلا كتب المساعد، ما زلت أدين بنجاحي ببعض المواد لهذه الكتب اللطيفة- ، في الجامعة تغيرت الفكرة حيت تعرفت على ما يسمى ” مصادر أخرى” و أظن أني الطالبة الوحيدة التي ترى أن هذا كرماً من الأستاذة ذكرها لهذا المصادر، كنت أطّلع عليها لأكتشف” التمارين” لأني جُبلت على مبدأ أن هذا هو الحل السحري، مع حرصي الشديد إلا أن علي الاعتراف بأن العملية كانت مملة بعض الشيء، ربما لأنها وحيدة أكثر من اللازم؟

ثم أتى الانترنت، حسناً، أتى الانترنت العربي ذو المحتوى المتواضع، أتت الفرصة و ظهر الاحتياج لمحتوى عربي متجدد، ما أ،د أن أسأله هنا هو إذا كان لديك العلم الكافي لما لا تشاركه؟ لكن السؤال الحقيقي هو لماذا تنتظر أن تكتمل لديك المعرفة؟ ونحن نعرف حقاً أنها لن تكتمل فإنما أوتينا من العلم إلا قليلاً.

 في هذه المقالة سأقترح بعض المواقع و التقنيات التي ممكن أن يستخدمها الطالب  حين دراسته كتمارين من نوع مختلف ليدرّب نفسه و يتأكد من استيعابه للمحتوى العلمي. و يشارك العالم بالكم الذي يقدر عليه، إن تفاحة غيّرت هذا العالم، تخيّل ما يمكن أن تفعله أنت!

١- تويتر

-أظن يجب على جاك دورسي التفكير جدياً في تعييني بسبب هذه الاعلانات-، بكل البساطة الموضوع يتمحور حول إنشاء حساب تويتر تغرّد من خلاله، اختر مقرر دراسي مهتم فيه، بعد كل حصة/محاضرة غرّد بالمعلومات الجديدة، أضف لها نتائج بحثك الخاص، أضف لها انطباعاتك، رأيك و ملاحظاتك الخاصة، هذا الحساب ليس فقط من خلاله يمكنك نشر العلم، بل يمكنك اعتباره مستنداً طويلاً و مرجع شخصي لك في هذا المقرر.

٢- يوتيوب

إذا كنت تحب أن تتحدث فيوتيوب هو اختيارك، لا تهلك نفسك بإنشاء قناة مثالية و استوديو احترافي و أشياء رسومية ملونة تظهر من خلفك و على وجهك، الأمر لا يحتاج كل هذا التعقيد، هنالك العديد من القنوات تصل مشاهداتها الى مئات الألوف رغم أن الاستديو ما هو إلا عبارة عن مكتب في غرفة نوم، تكلّم عن ما درسته، اهتم بالمحتوى أكثر مما تهتم بالشكل ، حسناً اهتم قليلاً بالشكل لكن صبّ كل اهتمامك في المحتوى، و نعم أعلم أني للتو ناقضت نفسي لكن لا أهتم، اهتم أنت فقط في المحتوى.

٣- مدونة

تشابه الفكرة هنا بفكرة استخدام تويتر، ربما أنت شخص متحمس جداً و أردت أن تتحدث عن أكثر من مقرر، أو ربما لديك الكثير من الأشياء التي تود التحدث عنها، مثل أن تتحدث عن طرق تعلم رغم أنك هاوي و لا تعبأ بالدارسين والمختصين و الأكادييمين، إذاً مرحباً بك في عالم التدوين!

٤- نشر الأكواد – هذه الفقرة خاصة بدارسي التقنية- ، — هذه هي فقرتي المفضلة–:

أحد أجمل الأشياء في عالم التقنية هو مدى توفر المحتوى الخاص بها على الانترنت، اذا بحثت عن كود ولم تجده في stack overflow أو github أو غيرها من المواقع التي تعرض الأكواد فكودك ببساطة لا وجود له، هذا هو قدر فاعلية هذه المواقع، إذا كنت تتعلم لغة برمجة فهنالك العديد من المواقع التي تسمح لك بنشر أكواد بسيطة ، الأمر يبدو كأنه تويتر لكنه نسخة برمجية ، إذا كنت تُفضل الاشتراك بمشاريع مع مبرمجين منتشرين في مختلف بقاع الأرض فأنت على وشك دخول عالم لطيف يُدعى بالمصادر المفتوحة، ابحث عن هذه المواقع و شاركهم مشاريعهم ، هذه التجربة تُشابه بحد كبير تجربة العمل في شركة لأنها تكسبك مهارات كثيرة مثل التواصل و التخطيط والعمل ضمن فريق.

أخيراً، هذه تدوينة بسيطة، طبعاً لا أحصر طرق تعلم بالمواقع التي ذكرتها ، ما أردت فرضه هو الفكرة و التوجه لا المثال بالتحديد.

أتمنى لكم تعلماً جميلاً.